مطاردة

    تأتى صورتها أمام عينى صدفة .. تتوارب كل الأبواب المغلقة ،فأرى نفسى هنا جالسٌ وفى يدى قلم يكتب اسمها، وهنا جالسةٌ هى فى حضنى .. تستهوينى الذكريات فاتقدم وأدخل هذه الأبواب و أمر بينهما .. كلما مررت من باب أجد آخر موارباً فادخله و أجد مشهد قد نسيته او تناسيته ..

  أنظرُ إلى الساعة اجدنى متأخراً على ميعادى بـ ساعةٍ كاملة .. لا مزاج لدى للخروج.. أدخل المطبخ ، القهوة الآن وقتها ..
لا يوجد كبريت، ابحث عن عود هنا او هناك .. أجدُ نصف عود يحاول أن يتلف ،أجربه يشتعل ، يظل فـ يدى حتى تشتعل النار تحت الكنكة فيحرق يدى .. اتذكر يوم فى شهر  8 منذ 4 سنوات .. يوم كنت ذاهبا لها واشعل عود الكبريت ،فقفز جزء صغير مشتعلا منه و جاء بالقرب من عينى .. لا اتذكر المشهد نفسه لكنى اتذكرنى وانا احكى لها .. ليس هذا فقط بل تذكرت اليوم نفسه و كيف كان رائعا ..
أسمع صوت القهوة وهى تفور،أطفىء النار فى آخر لحظة .. اصب القهوة فى كوب صغير هو الوحيد النظيف والباقى بهم بقايا قهوة منذ يوم او يومين ..

  أرجعُ إلى غرفتى أمام الكمبيوتر .. صوتها فى اذنى تتكلم ،احاول أن أنصت .. لا استطيع تميز الكلام ..
ومع أول طعم للقهوة فـ فمى .. اتذكر شفتيها .. أترك القهوة ،واقم من مكانى أغلق الكمبيوتر، واحاول التفكير فى شىء آخر ..
مجموعة كتب على المكتب .. اتلقفهم ،واعبث بورقة الاستعارة فى آخر كل كتاب .. لعبةٌ أحبُ أن ألعبها ، احاول أن اتخيل شكل من أخذ هذا الكتاب قبلى فى التاريخ الفلانى ..
يأتى فى رأسى شكل الكتب فى يدها فى هذا اليوم الذى قررنا فيه أن نتكلم لـ نصلح ما افسدناه ..احاول طرد المشاهد من رأسى ..

أركز فى التواريخ أمامى .. أجدُ شهر نوفمبر 2010 ، اللعنة ألف مرة على من ختم هذا التاريخ على الكتاب و اللعنة على من إستعاره .. ألم يجد سوى هذا التاريخ
اضع الكتب وأكملُ قهوتى..

وكما يُفتح السد لتمر المياه .. مرت الذكريات فى رأسى ،وأمام عينى بل و بعضها كنت اسمعه و احس به فعلا ..
هنا تضحك وأنا اقبّلها ،وهنا حين بكت فى حضنى ،وهنا عندما كنا نتسلل.

سيل من الذكريات مر حاملاً معه المؤلم والمفرح دون تميز .
يجب أن يتوقف .. احاول أن افكر فى شىء آخر ..
اقل لـ نفسى : أتذكرين هذه الفتاة الجميلة التى ابتسمت لكى أمس .. أرأيتِ عينيها ؟ .. آهـ لا تحديثينى عن جسدها .. بالطبع رأيت السلسلة .. نعم ولون الشفايف مطبوعٌ فى ذاكرتى .. لا لا لم يكن مثلها .. لم تكن فى ذلك اليوم تضع هذا اللون .. نعم اتذكر .. فلتصمتى الآن .. أنا أريد أن أهرب منها .. لما لا تفهمين .. لما لا تساعدينى !


   أنظرُ إلى هاتفى .. بائسٌ هو بدون صوتها .. وأنتَ ؟ .. قلت لكى اصمتى .. انا لا بائس ولا سعيد ..

بهذه الطريقة سأفقد السيطرة،الحل أن انام .. احاول النوم ، تمر نصف ساعة و لا نوم فى الأفق .. فقط صور لعينيها ،لضحكاتها، لدموعها ..
أ
عدّلُ من وضع نومى ،واحاول مرة اخرى.. أشعر بها بجانبى .. منذ يومين ضبط نفسى خائفةً من أن تعيش وحيدة !، استنكرت هذه الاحساس  .. لم تواجهنى ،فقط جاءت و ظهرها لى ،نزلت قليلا بجسدها حتى استقرت، يدى حولها وأنفى بجانب أذنها .. وهنا فقط استطعت النوم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق