اتكـلمى

     حديقة عامة ..هواء بارد قليلا يمسح الاجواء .. جالسٌ هو بجوارها و لا صوت سوى صوت الهواء ..
ينظر الى عينيها التى تتلألأ فى ضوء الشمس، وانفها الدقيق، وشعرها الفاتح المتطاير .. يبدأ فى الكلام ..
- احيانا كثيرة اشعر بشوق تجاها .. واحيانا افكر هل كنت احبها فعلا
  لم ترد عليه لكنها اثنت قدمها تحتها، واعتدلت فى مواجهته 
- لكن السؤال .. لماذا فقدت القدرة على الحب ؟
أيعاقبنى الله على ما فعلته ؟ لماذا
ارتبكت حياة كل من شاركتهم ؟

   ترفع رأسها مستفهمة ..
- لا لن أحكى لكِ كل التفاصيل .. اخبرينى .. لماذا لم اعد اشعر بالحب تجاه احد .. لماذا توقف هذا الشعور .. اصبح الكل فى مكانة واحدة يتشاركون نفس الاحساس لا احد مميز  ..
   تدير رأسها و تتابع فراشة اقتربت .. اخذت تتابعها حتى اختفت من المشهد
- اصبحت كل العيون سواء .. كل الشفاه عادية .. اصبح الجمال و الدلال يظهر و يقترب منى حتى يتوقف عند مرحلة معينة .. لا استطيع فيها تميزه عن غيره ..
  يمر رجل وبجانبه كلبه الصغير .. تلتفت له فى ذعر و تنشغل عنى حتى يبتعد.
ما رأيك ؟ تكلمى .. سيأتى صديقى الآن و لن نستطيع استكمال حديثنا ..لماذا اصبحت الارواح متشابهة ...
  تنظر فى الارض ..
  
  يأتى صديقه و يجلس بجواره و يضع الطعام بينهما .. فتنتفض هى ،وتجرى بعيدا
يتابعها بعينه قليلا حتى ينتبه له صديقه ،وينظر وراءه ولا يفهم ..

  يراها بعد قليل تطارد الفراشة .. و تنظر له من آن لـ آخر ..
أو لعلها تنظر إلى الطعام ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق