شجرة الـتـوت

   ثابتة فى مكانها منذ ان ولدت ..  منذ ان بدأت انظر من النافذة الخلفية .. وانا صغير كنت اتابعها واندهش لاختلاف الفصول عليها .. كنت استيقظ على اصوات العصافير .. انظر من النافذة واتابعهم فى طيرانهم منها واليها ..
    فى الصيف كانت تزعجنى .. كانوا الصغار يتجمعون حولها و يلقون بالحجارة كى يجمعوا التوت
..  شجرة تــوت
    كانت معى فى اول علاقة حب .. كنت اقف احكى لها .. واحيانا تسمعنى بنفسها ليلا وانا اتكلم فى الهاتف ، فتحدثنى هى فى الصباح ..
    كانت تتحمل احلام فترة الثانوية العامة .. كنت آخذ كوب الشاى بالنعناع واقف انظر لها، واعرض عليها احلامى ..
    كنت احاول احيانا ان احصى اوراقها التى لم تسقط بعد فى الخريف .. 
 
    النافذة تطل على الجزء الخلفى لـ عمارات أخرى .. فلا يوجد شىء فى المنظر سوى هذه الشجرة الضخمة .. احيانا اشعر انها زرعت لى انا خصيصا .. منّ يزرع شجرة خلف العمارات .. ايخبئها من أحد .. أيحاول ان يجنبها تعدى الآخرين ؟ ربما..

  منذ يومين فتحت نافذتى لكى اطلّ على شجرة التوت ،فأنا لم احكى لها منذ سنوات .. غضبتُ حين وجدت سلك أزرق يمر من امام عينى .. هذا السلك اللعين ألم يجدوا طريقة أخرى من ان يمرروا هذا السلك سوى بهذه البشاعة ! .. اصبح مستحيل ان انظر لـ شجرتى دون ان الاحظ هذا السلك .. أفكر فى قصّه ...

  تمر العصافير احيانا على نافذتى،وتطرق بمنقارها لتذكرنى انى لم اطلّ عليهم منذ فترة ..
   شجرتى تنافس الشروق، واحيانا تفوز هى بالاهتمام .فـ الشمس تشرق من امامها فيصبح لى ان اختار إما ان اتابع الشمس وهى تشرق ،أو اتابع الشجرة والعصافير..

   سأزرع لأولادى شجرة توت ونجلس يوميا نحكى لها 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق